الأسئلة المتكررة

تعرف على المزيد حول استخدام النقد كأداة لتقديم المساعدات الإنسانية من قبل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. إذا لم يرد سؤالك في هذه القائمة أو إذا أردت الاطلاع على المزيد من المعلومات، يمكنك التحقق من القسم المخصص “مصادر”.

faqs banner

© Julien Goldstein / IFRC

الأسئلة

ما هو “التوزيع النقدي”؟

كيف يُوزًع النقد على الأشخاص؟

هل هذه طريقة آمنة لتقديم المساعدة إلى الأفراد؟ ألا يزيد احتمال تعرضهم للسرقة بهذه الطريقة، خاصة إذا كنتم تقدمون لهم النقد في مظروف؟

على ماذا ينفق الأشخاص نقودهم؟

هل يتمكن الأشخاص دائمًا من اختيار مكان وكيفية إنفاق نقودهم؟

كيف تقيّدون النقد؟ 

ألا يوجد خطر بالاحتيال مع هذا النوع من توزيع المساعدات؟  

لماذا توزع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التحويلات النقدية؟

كيف يمكنك أن تعرف أن التوزيعات النقدية فعالة حقًا؟

ماذا لو حدث واشترى شخص سلعة غير مفيدة بالتحويل النقدي الذي حصل عليه؟

ماذا لو كانت الأسواق بعيدة ويحتاج الناس إلى السفر لمسافات طويلة لإنفاق أموالهم؟ 

ماذا لو كان هناك شخص يحتاج إلى أكثر من مجرد أموال نقدية؟ 

ماذا عن المجتمعات الريفية النائية للغاية، من أين سيشتري الناس أغراضهم؟ 

هل يمكن استخدام التحويلات النقدية في المناطق التي تعاني من النزاعات؟ 

كيف تقرر من الذي “يتأهل” للحصول على توزيع الاستحقاقات النقدية؟  

ما هو قدر المبلغ النقدي الذي تقدمه لكل شخص أو أسرة؟

كيف تعرف أن برامجك النقدية فعالة؟  

هل تقوم بالدفع لشركات القطاع الخاص لإيصال النقود؟

إن كانت هذه الطريقة لتوزيع المعونة جيدة للغاية فهل كان إنفاق جميع أموال المعونة على البطانيات والمواد الغذائية مضيعة للوقت؟

هل تقولون أن الطرق الأخرى التي توزع بها المعونة ليست فعالة؟

الإجابات

ما هو “التوزيع النقدي”؟

االتوزيع النقدي هو أحد الطرق المتعددة التي يمكن من خلالها تقديم المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص في حالات الأزمات. تقليديا ، المساعدات “العينية”، مثل البطانيات والخيام والطعام وغيرها من السلع هي الطريقة المفضلة للمساعدة. التوزيع النقدي مثل ذلك في جوهره، ولكن بدلاً من السلع، يُقدّم مبلغًا محددًا من المال إلى الأشخاص، الذين بوسعهم استخدامه لشراء البضائع الأساسية من السوق.

كيف يُوزًع النقد على الأشخاص؟

من الممكن أن يأخذ التوزيع النقدي أشكالاً عديدة؛ التحويلات النقدية، أو النقد الإلكتروني، أو قسائم الشراء، أو برامج النقد مقابل العمل. لكل طريقة مميزاتها وعيوبها؛ على سبيل المثال، قد تضمن قسائم الشراء أن ينفق الأشخاص مخصصاتهم النقدية على بضائع معينة فقط، ولكنها في بعض الحالات قد تحّد كثيرًا مما يمكنهم شراؤه. يعني النقد الإلكتروني عبر تحويلات الهاتف الجوال أو الخدمات المصرفية عبر الإنترنت إمكانية تتبع الإنفاق في الوقت الفعلي تقريبًا، ولكن في الأماكن حيث تكون نقاط النقد محدودة قد لا تكون هذه الطريقة هي الأنسب لتوزيع النقد.

ترتبط طريقة توزيع النقد بالسياق المحلي، واحتياجات الأفراد، ومدى أمان توزيع النقد في موقف معيّن، سواءً بالنسبة لموظفينا أو المتطوعين معنا، وكذلك بالنسبة لمن يقدّمون لهم المساعدة.

هل هذه طريقة آمنة لتقديم المساعدة إلى الأفراد؟ ألا يزيد احتمال تعرضهم للسرقة بهذه الطريقة، خاصة إذا كنتم تقدمون لهم النقد في مظروف؟

لا شك أن الأمان شيء لا بُد من وضعه في الاعتبار عند تحديد ما إذا كان النقد هو خيار الاستجابة المناسب. يجب علينا تقييم ما إذا كانت التحويلات النقدية أكثر خطورة من أشكال المساعدة الأخرى. قد يعتقد بعض الناس أن النقد أكثر خطورة حيث إنه يعرّض الأشخاص لخطر السرقة. إلا أن الطرود الغذائية أو مواد البناء شديدة الوضوح للعيان وقد تكون عُرضة بدورها للسرقة أو التسبب في العنف. النقد أكثر خصوصية. من الممكن أن يُقدّم النقد في صورة مادية، أو من خلال البطاقات، أو حتى من خلال قسائم الشراء. يعني ذلك أنه إذا كنا نعمل في منطقة ترتفع فيها معدلات الجريمة ومعدلات السرقة الشخصي، فقد نركن إلى استخدام قسائم الشراء عوضًا عن النقد. إن رغبة الأشخاص في سرقة هذه القسائم أقل احتمالاً بسبب محدودية الأماكن التي يمكن استخدامها فيها. كما أننا أيضًا نراعي دائمًا أمن متطوعينا وموظفينا؛ على سبيل المثال، إذا كان من الضروري تقديم النقد شخصيًا، فهل سيضعهم ذلك في خطر أكبر مما يكون في حالة تقديم صور المساعدة الأخرى؟

على ماذا ينفق الأشخاص نقودهم؟

هناك عدة أشياء مختلفة ينفق عليها الأشخاص نقودهم. قد يشتري الأشخاص الطعام لأسرهم، على سبيل المثال، أو يدفعوا الإيجار أو حتى ينفقوا النقود للحصول على الرعاية الصحية أو دخول المدارس. يخبرنا بعض اللاجئين السوريين الذين نعمل معهم في لبنان، على سبيل المثال، أنهم يستخدمون بعض منحهم النقدية لإدخال أبنائهم المدرسة. كما ينفقها آخرون على أدوية أطفالهم المرضى. وفي مواقف أخرى، قد يفضّل الأشخاص إنفاق النقود لإعادة بناء منازلهم، على سبيل المثال، بعد إعصاريّ إيرما وكاترينا، قدّمت حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية منح نقدية إلى أكثر من 700 أسرة في جزر فيرجن البريطانية. وقد مكّنهم هذا من إعادة بناء معايشهم، وفق وتيرتهم وبالطريقة التي تناسبهم. قد يفضّل الأشخاص شراء أدوات مثل شبكات الصيد أو غيرها من مواد، وذلك حتى يتمكنوا من العودة إلى العمل سريعًا، وقد يستخدم آخرون النقود لشراء الطعام أو للحصول على خدمات مثل الصحة أو التعليم.

هل يتمكن الأشخاص دائمًا من اختيار مكان وكيفية إنفاق نقودهم؟

قد تكون المساعدة النقدية محدودة أو غير محدودة، ما يعني أن يكون الأشخاص إما مقيدين فيما يمكنهم شراؤه بالمال، أو أحرارًا في تقرير ذلك بأنفسهم. في بعض الأماكن، قد يكون الخيار بتقييد أنواع البضائع التي يستطيع الناس شرائها؛ على سبيل المثال، قد تكون مقتصرة على الأدوات في برنامج زراعي يهدف لزيادة عائدات المحاصيل. في هذه الحالات، لا يكون الإنفاق النقدي مقيّدًا لعدم ثقتنا في الأشخاص، ولكن لأن تقديراتنا تشير إلى أن الاستثمار في مجالات معينة سيحقق أفضل النتائج لهم وسيكون هو الطريقة الأكثر فعالية لتقديم المساعدة. قد تقدم جهات أخرى أو الحكومة بالفعل مساعدات نقدية أو عينية غير مقيدة تغطي احتياجات أخرى.

أحيانًا قد نقدّم برامج النقد مقابل العمل. هذا يعني أننا نعيد الأشخاص إلى العمل مع دعمهم أيضًا لمساعدة مجتمعاتهم. 

مثال: ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر دولة نيبال في 25 أبريل عام 2015. بعد 17 يومًا فقط، تبعته هزة ارتدادية بلغت قوتها 7.5 درجة. مات ما يقرب من 9000 شخص، وأصيب أكثر من 800000 مبنى بأضرار أو تدمّر وأصبح الكثير من الناس دون وسيلة لكسب الرزق.

تقع نيبال على خط الصدع بين صفيحة أوروبا وآسيا، ولذلك فهي معرّضة لخطر الزلازل في المستقبل. بل في حقيقة الأمر، يتوقع الخبراء زلزالاً أكثر قوة حتى من السابق في المستقبل. ولهذا السبب، فقد أصبحت عبارة “إعادة البناء بطريقة أكثر أمانًا” هي شعار نيبال.

يتيح مشروع تدريبي للبنائين، بتمويل من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الفرصة للناس لتعلم كيفية بناء منازل أكثر أمانًا باستخدام التقنيات التي تساعد على تقليل خطر الأضرار الناتجة عن الزلازل المستقبلية. وفي الوقت نفسه، فإنهم يكسبون دخلاً ويعيدون ببطء بناء ما تهدّم.

يعني النقد غير المقيّد أن يُتاح للناس اختيار ما يريدون شرائه. وهذه غالبًا هي الطريقة الأكثر فعالية لضمان أن يتمكن الأشخاص من تلبية احتياجاتهم الأساسية. فهم الأكثر دراية بما يحتاجونه هم وأسرهم. كما أنهم الأكثر دراية بأماكن حصولهم على تلك السلع وكيفية نقلها. كما يُمكن أن تستخدم النقود لأجل الخدمات وليست البضائع. فقد تساعد الناس، على سبيل المثال، للحصول على الخدمات الصحية أو حتى سداد نفقات المدرسة لأبنائهم.

كيف تقيّدون النقد؟

مكن فعل ذلك بعدة طرق مختلفة؛ أسهل طريقة هي وضع قيود على كيفية إنفاق الناس لأموالهم. على سبيل المثال، إذا حددنا أن الناس بحاجة إلى دعم نقدي لاستعادة سبل العيش (طريقتهم في تحقيق دخل)، فقد نضع شروطًا لكيفية إنفاق الأموال من قبل الأفراد. يمكن عندئذ تقديم المنحة على مراحل، يظل الناس أحرارًا في إنفاق الأموال بالطريقة التي يريدونها ولكن يتعين عليهم إثبات أنهم يستثمرون أموالهم في المجالات التي حددناها، قبل استلام الدفعة التالية من المنحة. يساعدنا ذلك في تتبع كيفية حدوث التعافي في المجتمعات وضمان أن المنح النقدية لا تفيد فقط الشخص الذي يحصل على المنحة، بل السوق والمجتمع ككل. هناك طريقة أخرى لفرض قيود على كيفية استخدام الناس للأموال باستخدام نظام القسائم. يمكن أن تقتصر القسائم على بعض المتاجر أو الأسواق أو منتجات معينة.

مثال: أثّر الدمار الذي خلفه إعصار سدر في بنغلاديش في نوفمبر 2007 بشكل خطير على حياة ملايين الأشخاص. فقد تسبب الإعصار في دمار هائل مع سرعة الرياح التي وصلت إلى 260 كم في الساعة، والأمطار الغزيرة، وبلغ عدد القتلى الرسمي 3,447 شخصًا. وقد وضعت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر برنامجًا، بعد الاستجابة للطوارئ مباشرةً، لتمكين بعض المجتمعات الأكثر تضررًا من إعادة بناء حياتهم. وكان برنامج سُبل العيش (مساعدة الناس على العودة إلى العمل) جزءًا رئيسيًا من هذا البرنامج الكلي، ما ساعد أفراد المجتمع على إعادة بناء معايشهم.

قدمت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر منحًا نقدية مشروطة، لتمكين الناس من إصلاح أصولهم أو استبدالها. تلقى حوالي 25000 شخص الدعم، وقد تمكنوا جميعهم من إعادة بناء معايشهم. طلبنا من الناس، قبل استلام المنح، الالتزام بإنفاق الأموال على برنامج سبل العيش الذي اختاروه، وإنشاء حساب واستثمار نسبة مئوية معينة من الأرباح.

ألا يوجد خطر بالاحتيال مع هذا النوع من توزيع المساعدات؟

لقد درسنا مخاطر المساعدات النقدية على نطاق واسع وليس هناك دليل يذكر على أن الاحتيال أكبر في التحويلات النقدية منه في أشكال المساعدات الأخرى. جميع البرامج الإنسانية، سواءً انطوت على النقد أم لا، عُرضة لقدر معين من المخاطر. إن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تولي أقصى درجات الاهتمام لمراقبة التوزيعات النقدية ولن تفعل ذلك إلا عندما تكون هذه هي أكثر الطرق فاعلية وفعالية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أزمات.

قد يكون النقد أكثر عرضة للخطر إذا كانت سرقته أكثر إغراءً واختلاسه أكثر سهولة. ومع ذلك، فقد تحقق برامج التحويلات النقدية مزايا واضحة لتقليل مخاطر الاحتيال وإدارتها. يمكن تتبع الأموال المحوّلة باستخدام المدفوعات الإلكترونية (النقود المحمولة أو بطاقات الصراف الآلي أو القسائم الإلكترونية) بشكل أفضل من التحويلات المادية والعينية، ما يعني أنه من المرجح أن يُكتشف أي احتيال أو اختلاس.

يمكن أن يؤدي استخدام النقود المحمولة والبطاقات الذكية ووكلاء تحويل الأموال إلى تجنب الحاجة إلى نقل النقود أو أن ينتقل المستفيدون إلى نقطة توزيع، ما يقلل بدرجة كبيرة من خطر الاختلاس مقارنةً بالنقود المادية أو العينية. قد يؤدي ذلك إلى تعزيز الأمن للموظفين والمستفيدين إذا لم يعودوا بحاجة إلى السفر عبر مناطق غير آمنة لتقديم المعونات وإيصالها. وقد جعل هذا التحويلات الإلكترونية ممكنة كما لم تكن من قبل في المعونات العينية أو الأوراق النقدية. تشكل التحويلات النقدية مخاطر عالية ومختلفة للفساد، تتعلق بشراء البضائع وتخزينها ونقلها، ولكن استخدام التحويلات النقدية بدلاً من التوزيع العيني يؤدي إلى تجنب بعض من هذه المخاطر. وفي الوقت ذاته، يمكن أن تكون التحويلات النقدية – بل وقد كانت – عرضة للفساد، وقد يتمثل ذلك في موظفي التحويلات المالية ووكالات المعونة الذين ينخرطون في عمليات تحويل الأموال.

لماذا توزع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التحويلات النقدية؟

نسعى جاهدين في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لتلبية احتياجات الناس بأكثر الطرق فعالية وأكبر الكفاءات الممكنة. تعد المساعدات النقدية أداة مفيدة حيث تمكن الأسواق المحلية من الاستمرار في العمل والقدرة على تلبية الطلب على السلع الأساسية. ولا تكون احتياجات أي فرد أو أسرة متماثلة. لا يبدو إعطاء خيارات حول ما يمكن شراؤه في أوقات الحاجة منطقيًا فحسب، بل إنه يلعب أيضًا دورًا حيويًا في الحفاظ على كرامة الفرد.

كما تتيح لنا التوزيعات النقدية الوصول إلى الناس بسرعة بعد وقوع كارثة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الطرق مسدودة وكانت الأسواق ما تزال تعمل وأصبح بإمكان الناس الوصول إلى آليات إيصال النقد، غالبًا من خلال الوسائل الإلكترونية، يمكننا الوصول إلى الأشخاص بسرعة عن طريق التحويلات النقدية.

تعد العودة إلى العمل أولوية قصوى بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين عانوا من أزمات، سواء كانت زلازل أو نزاعات. تمَكننا التحويلات النقدية من مساعدة الناس في الوقوف على أقدامهم من جديد في أسرع وقت ممكن وجعلهم أكثر صمودًا في مواجهة الكوارث المستقبلية.

ففي نيبال، على سبيل المثال، كانت التحويلات النقدية جزءًا مهمًا من الاستجابة العامة للطوارئ التي تقوم بها الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، جنبًا إلى جنب توفير الغذاء والماء والصرف الصحي والرعاية الصحية ومستلزمات المنزل الأساسية. بعد شهرين فقط من حدوث الزلزال، تلقت أكثر من 41000 عائلة منحة نقدية غير مقيدة لشراء مواد المأوى التي تمس الحاجة إليها. ساعدت المدفوعات الإضافية في ديسمبر 2015 ويناير 2016 ما يقرب من 50000 أسرة على شراء الملابس الشتوية والبطانيات. كما مُنحت بعض أسر المزارعين الأكثر ضعفًا منحًا للحصول على الأدوات والبذور التي تساعدهم على إيجاد سبل عيش جديدة.

مع تزايد شيوع توفير الأموال غير المقيدة في حالات الطوارئ، أظهرت تجربة نيبال أنه إذا كانت الأسواق المحلية ما تزال تعمل، فيمكن للتحويلات النقدية أن توفر وسيلة سريعة وفعالة لإيصال المساعدات إلى المحتاجين مباشرة في الوقت الذي تؤدي فيه الاضطرابات والأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية إلى جعل توزيع الإمدادات أمراً مكلفًا وصعبًا.

كيف يمكنك أن تعرف أن التوزيعات النقدية فعالة حقًا؟

كواحدة من أقدم وأكبر المنظمات الإنسانية المؤسسة على مبادئ الإنسانية، فإننا نأخذ كيفية إيصال المساعدات على محمل الجد. نحن بحاجة إلى الوصول إلى الناس في أسرع وقت وبأكبر كفاءة ممكنة، ونحن دائمًا ما نتعلم ونراجع كيف نفعل ذلك، كل ذلك بالاستناد إلى الأدلة.

كل ما نقوم به يعتمد على التقدير والتخطيط والتقييم بعناية، ولدينا فرق متخصصة تعمل على ضمان حدوث ذلك. تتكون الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من 17 مليون متطوع وربع مليون موظف، جميعهم يتمتعون بمهارات وخبرات مختلفة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من أزمات. نحن نعمل مع بعض الأشخاص الأكثر خبرة في مجال التعامل مع الأزمات الإنسانية، حيث يتمتعون بخبرة ومعرفة مباشرة بفوائد تقديم أنواع مختلفة من المساعدات، سواء كان ذلك عن طريق المنح النقدية أو أي شكل آخر من أشكال المساعدة، مثل توفير المياه أو المأوى أو الطعام أو الرعاية الصحية. كما أننا نأخذ نصائحهم على محمل الجد.

خلال مجاعة الصومال عام 2011، والتي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص، استخدمت وكالات المعونة شركات التحويلات المالية لتوفير تحويلات نقدية لأكثر من 1.5 مليون شخص، مما ساعدهم على البقاء على قيد الحياة والتعافي. قامت العديد من المنظمات بأبحاث عن مزايا تقديم المساعدات النقدية. فعلى سبيل المثال، أبرز معهد التنمية الخارجية فوائد توزيع المساعدات على شكل تحويلات نقدية. بل وصل الأمر إلى حد القول بأن التحويلات النقدية هي واحدة من أفضل الأدوات التي تم بحثها وأكثر الأدوات خضوعًا للتقييم الدقيق في المساعدات الإنسانية.

ماذا لو حدث واشترى شخص سلعة غير مفيدة بالتحويل النقدي الذي حصل عليه؟ 

   

تتركز العديد من المخاوف بخصوص التحويلات النقدية حول الفكرة المتصورة بأنه يمكن استخدام النقود لشراء أي شيء، بينما لن يتم بيع البضائع العينية. ولكن في الممارسة العملية، غالبًا ما يكون هذا الافتراض غير صحيح، حيث يتم بيع التحويلات العينية بشكل متكرر للوصول الى النقد أو العناصر المفضلة.
يُعد سوء استخدام التحويلات النقدية حجة شائعة مستخدمة ضدها، ولكن الدلائل تشير فعليًا إلى أن هذا نادر الحدوث. في الواقع، ثمة دلائل قوية تدعم الحجة القائلة بأن التحويلات النقدية لا تؤدي إلى شراء سلع مثل الكحول والتبغ. وبدون استثناء تقريبًا، لم تجد الدراسات أي تأثير كبير للإنفاق على ما يسمى “بسلع الإغراء”، بل في الواقع، تشير الدلائل بالفعل إلى وجود انخفاض في الإنفاق على هذه السلع استجابة للتحويلات النقدية.

كما تشير الدلائل إلى أن تقديم البرامج النقدية والعينية تمثل مخاطر مماثلة بشكل عام. وقد وُجد أن المساعدات العينية تباع بشكل متكرر للوصول إلى العناصر المفضلة.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدلائل إلى أن الناس يشترون بالتحويلات النقدية أكثر ما يحتاجون إليه. وجد معهد التنمية الخارجية أنه يمكن التنبؤ إلى حد ما فيما ينفق الناس معظم تحويلاتهم النقدية؛ فخلال مجاعة الصومال، كانت التحويلات النقدية تستخدم بشكل أساسي لشراء الغذاء وسداد القروض. ولكن قد تكون هناك مفاجآت في بعض الأحيان. ففي لبنان، على سبيل المثال، على الرغم من تقديم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مبالغ نقدية للاجئين السوريين لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، وجه معظمهم دخلهم الإضافي نحو شراء الطعام والماء لأن هذا هو أكثر ما يحتاجون إليه. ليس الأمر أنهم لم يحتاجوا إلى الوقود، ولكنهم كانوا بحاجة إلى أشياء أخرى أكثر أهمية، فعنصر الاختيار يُعد أمرًا حاسمًا. فبدلاً من أن تخبر وكالات الإغاثة الناس بأكثر ما يحتاجون إليه، تمكن التحويلات النقدية الناس من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.

يجب ألا ننسى أننا نتحدث عن الأشخاص الذين يشهدون أسوأ لحظات حياتهم، بما فيها من مجاعات وفيضانات وزلازل ونزاعات. هؤلاء الأشخاص يجب ألا يعاملوا بطريقة تقلل من كرامتهم أو احترامهم عن أي شخص آخر، فهم يعرفون جيدًا كيف يعتنون بأنفسهم وأسرهم. وتتمتع منظمات مثل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتجارب وخبرات في تقديم الرعاية والمساعدات بأكثر طريقة ممكنة تمتاز بالفعالية والسمو. من الخطأ افتراض أن أولئك الأشخاص الذين نقدم إليهم مساعدات سينفقون الأموال بطرق “غير مفيدة”.

 

ماذا لو كانت الأسواق بعيدة ويحتاج الناس إلى السفر لمسافات طويلة لإنفاق أموالهم؟ 

يتم تقدير وتقييم جميع الخدمات اللوجستية قبل تنفيذ أي برنامج، سواء كان ذلك لمنح الأموال النقدية أو القسائم أو المساعدات العينية مثل الطرود الغذائية والبطانيات. فإذا وجدنا أنه يتعين على الناس السفر بعيدًا للذهاب إلى السوق، فإننا نقيم وسائل النقل العام؛ هل يمكن الوصول إليها، هل هي آمنة، هل تعد أسعارها في متناول الجميع؟ كما أننا نأخذ في عين الاعتبار كيف يشعر الناس حيالها.

ماذا لو كان هناك شخص يحتاج إلى أكثر من مجرد أموال نقدية؟

ا تعد الأموال النقدية حل مناسب للجميع، ففي بعض الحالات، قد لا تشكل الأموال النقدية سوى جزء واحد من استجابة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. ففي الأردن، على سبيل المثال، يوفر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وجمعية الهلال الأحمر الأردني التدريب المهني للنساء المستضعفات من اللاجئات الأردنيات والسوريات، لمساعدتهن على أن يصبحن أكثر استقلالية وكسب دخل لأسرهن. قد تتلقى هؤلاء النساء أيضًا دعمًا نقديًا لمساعدتهن على استكمال دخلهن والحفاظ عليهن واقفات على أقدامهن. بمرور الوقت، ستصبح هؤلاء النسوة أكثر قدرة على الصمود نتيجة ما تعلمنه من مهارات جديدة، ومن ثم يحتجن إلى قدر أقل من مساعداتنا.

ماذا عن المجتمعات الريفية النائية للغاية، من أين سيشتري الناس أغراضهم؟ 

حتى في المجتمعات الريفية للغاية، يمكن أن تعمل الأسواق في كثير من الأحيان، ويمكن بالفعل دعم الانتعاش من خلال التوزيعات النقدية، مما يعني أنه يمكن للناس أن يعودوا إلى الوضع الطبيعي بسرعة أكبر. يُؤخذ كل هذا في عين الاعتبار عند تقييم الأزمة أولاً ومن ثم التخطيط لكيفية التعامل معها بأفضل شكل ممكن.

يمكن أيضًا استخدام التحويلات النقدية في إعادة بناء المجتمعات الريفية بعد وقوع كارثة. ففي نيبال، على سبيل المثال، بعد الزلزال المدمر الذي وقع في مارس 2015، عملنا مع جمعية الصليب الأحمر النيبالي لتوزيع منحة نقدية للبذور والأدوات لمساعدة المزارعين المحليين على استعادة سبل عيشهم. كان المزارعون قادرين على شراء أدواتهم وبذورهم من الأسواق المحلية، ومن ثم تمكنوا من إعادة الاستثمار في مجتمعهم، وتمكنوا أيضًا من زراعة المحاصيل لإطعام أسرهم الذين يقومون ببيعها مرة أخرى في الأسواق نفسها.

هل يمكن استخدام التحويلات النقدية في المناطق التي تعاني من النزاعات؟

من السهل معرفة سبب اعتقاد الناس أن التوزيعات النقدية قد تكون مستحيلة في سياق النزاعات الصعبة. يجب إجراء تقييمات دقيقة حول الأمان وكيفية تأثير الأموال النقدية على الأسواق أو العلاقات المحلية، ولكن إذا كانت هناك أسواق فاعلة وكان هناك قدرة على تلبية الطلب، فيمكن أن تظل التوزيعات النقدية وسيلة فعالة لتقديم المساعدات. فقد تستخدم التحويلات النقدية كحل في بعض الحالات؛ على سبيل المثال عندما تكون هناك مشكلات في الوصول إلى المساعدات العينية وتقديمها.

فمن المهم مساعدة الناس في جميع الأزمات بالطريقة التي يشعرون أنها ستكون ذات فائدة أكبر بالنسبة لهم. ولا يجب تجريد شخص من استقلاليته وكرامته لمجرد أنه يعاني من أزمة لا يد له في حدوثها. نستمع إلى أولئك الأشخاص الذين نقدم لهم مساعدات ونقيم الموقف لإيجاد أفضل وأكفأ طريقة ممكنة لدعمهم.

كيف تقرر من الذي “يتأهل” للحصول على توزيع الاستحقاقات النقدية؟

إن الأزمات تختلف عن بعضها البعض ولكن ثمة مبدأين يوجهان جميع عمليات توزيع المعونات هما: درجة الاحتياج ومواطن الضعف. تعمل فرق المتخصصين في النقد لدينا مع شركاء الصليب الأحمر والهلال الأحمر المحليين لتحديدمن هم في أمس الحاجة. وسيضع فريق عمل المشروع في الاعتبار أيضًا مبلغ التمويل المتاح ومستويات الاحتياج ومواطن الضعف ثم يتخذون قرارًا بشأن من يتأهل للحصول على توزيع الاستحقاقات النقدية.

ما هو قدر المبلغ النقدي الذي تقدمه لكل شخص أو أسرة؟

يختلف قدر المبلغ النقدي المقدم لكل فرد من أزمة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. وتؤخذ العديد من العوامل في الاعتبار عند حساب مقدار النقد الذي يجب منحه مثل تقلبات العملة وحالة السوق ومتوسط دخل الأسرة وكذلك الفصل الحالي من العام لأنه قد يؤثر على المحاصيل والغلال. فعلينا أن نتحلى بالمسؤولية عند تقديم أي شكل من أشكال المعونة. هدفنا هو مساعدة الناس خلال أي أزمة ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا كيف يمكن لهذه المساعدة أن تؤثر على الاقتصاد أو الأسواق المحلية.  

كيف تعرف أن برامجك النقدية فعالة؟  

  نحن نجري تقييمات منتظمة على جميع برامجنا الخارجية سواء كانت برامج نقدية أو شكلاً آخر من أشكال المساعدة وذلك لدراسة فعاليتها وكفاءتها. وهذا يتم باستخدام نظم قوية للرصد والتقييم.

هل تقوم بالدفع لشركات القطاع الخاص لإيصال النقود؟

نحن نعمل بالتعاون مع مقدمي الخدمات المالية المحليين مثل البنوك وشركات الجوالات والاتصالات والتحويلات المالية المحلية. 

إن كانت هذه الطريقة لتوزيع المعونة جيدة للغاية فهل كان إنفاق جميع أموال المعونة على البطانيات والمواد الغذائية مضيعة للوقت؟

ارتفع استخدام طريقة توزيع الاستحقاقات النقدية على مر السنين حيث أدركت وكالات المعونة الإنسانية أن لديها الإمكانية للوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص بأشكال أكثر ملاءمة للمعونة. وهذا لا يعني أن المعونات العينية كانت مضيعة للوقت، فغالبًا يكون من الأفضل تقديم توزيعات نقدية جنبًا إلى جنب المعونات العينية وفي بعض الحالات قد تكون المعونات العينية هي الأنسب أيضًا. ومع ذلك كما هو الحال مع القطاعات الأخرى يسعى القطاع الإنساني باستمرار إلى تحسين الطريقة التي يعمل بها والابتكار فيها. والتحويلات النقدية كصورة من صور المعونة هي ببساطة واحدة من تلك الابتكارات.

هل تقولون أن الطرق الأخرى التي توزع بها المعونة ليست فعالة؟

كل أزمة تختلف عن غيرها وكذلك تختلف خيارات الوكالات الإنسانية في الاستجابة لتلك الأزمات. ففي بداية الأزمة نقوم بتقييم مدى احتمالية أن يكون التدخل فعالًا بالنظر إلى ما نعرفه عن الوضع الراهن. في بعض الأحيان يكون هذا من خلال النقد أو يمكن أن تظل أكثر أشكال المعونة فعالية هي المعونات العينية أو تقديم الخدمات.